الهوية الوطنية الإماراتية: الأصالة في صُلب المعاصرة

Emirati national identity: Authenticity at the heart of modernity

المقدمة

تُعد الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة منظومة حية ومتجددة، تمزج ببراعة بين الأصالة المتجذرة والمعاصرة المتسارعة. إنها ليست مجرد مجموعة من الرموز والشعارات، بل هي إطار عمل استراتيجي ونهج حياة يُجسّد روح الاتحاد والتسامح والانفتاح، ويُشكل ركيزة أساسية لمسيرة الدولة نحو الازدهار المستدام.

جذور الهوية وعناصرها الأساسية

ترتكز الهوية الإماراتية على مجموعة من الثوابت التاريخية والثقافية التي صقلتها البيئة الصحراوية والبحرية، وأهمها: الدين الإسلامي: يمثل الركيزة الأساسية للقيم الأخلاقية والاجتماعية، ويدعو إلى التسامح والاعتدال. اللغة العربية: هي الوعاء الحاضن للثقافة والتراث، ورمز الهوية الثقافية الذي تسعى الدولة لتعزيزه رقمياً وتعليمياً. التراث والقيم البدوية والبحرية: وتشمل قيم الكرم، الضيافة، الولاء للقيادة، والتكاتف المجتمعي، التي انتقلت من جيل إلى جيل. روح الاتحاد: التمسك بوحدة الإمارات السبع تحت مظلة دولة واحدة، وهو الإنجاز الأكبر الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

التوازن بين الانفتاح والثبات


ما يميز الهوية الإماراتية هو قدرتها الفائقة على إحداث توازن فريد بين الحفاظ على الثوابت الثقافية والانفتاح على العالم. بفضل رؤيتها الاستراتيجية، أصبحت الإمارات نموذجاً عالمياً لـالتسامح والتعايش السلمي.

​التنوع الثقافي: تحتضن الدولة أكثر من 200 جنسية، وتعتبر هذا التنوع مصدر قوة وإثراء، حيث يتماسك المجتمع بأكمله - مواطنين ومقيمين - تحت مظلة الانتماء المشترك لقيم الاحترام والعدل.

​الهوية التقدمية: تتجه الدولة نحو المستقبل بخطى واثقة، وتدمج الهوية في استراتيجياتها التنموية الحديثة (مثل استراتيجية الهوية الوطنية التي أطلقتها الحكومة مؤخراً)، وتعمل على إعداد مواطنين رياديين يملكون المهارات اللازمة للمساهمة الفاعلة في اقتصاد ما بعد النفط والتحول الرقمي. ما بعد النفط والتحول الرقمي.

الهوية مسؤولية مشتركة


تدرك القيادة الإماراتية أن الهوية ليست شيئاً محفوظاً، بل هي قوة دافعة للازدهار. ولذلك، يتم العمل على تعزيزها من خلال مبادرات وبرامج متكاملة: الأسرة: تعتبر الأسرة الإماراتية خط الدفاع الأول عن الثقافة والقيم، وقد تم تخصيص عام 2026 ليكون "عام الأسرة" لترسيخ دورها المحوري. المؤسسات التعليمية والثقافية: تلعب دوراً حيوياً في غرس قيم المواطنة الصالحة والولاء والانتماء في نفوس الأجيال الجديدة، عبر برامج مثل "سفراء الهوية الوطنية". الهوية الإعلامية المرئية: تم إطلاق شعار مرئي موحد للدولة لتسليط الضوء على مقوماتها وترسيخ صورتها الإيجابية عالمياً، مما يعكس اهتمامها بتعريف العالم بخصائصها الحضارية والإنسانية. إن الشعار الذي ترفعه الإمارات هو "هويتنا أولويتنا"، وهو ليس مجرد عبارة، بل عهد وطني يضمن استمرار مسيرة العطاء والتميز، ويُحوّل الهوية من رمز إلى استراتيجية عملية لصناعة مستقبل مشرق يقوم على الفخر بالماضي والتطلع إلى العالمية.